آخر الأخبار
القتال حاجة فطرية

القتال حاجة فطرية

من المواضيع التي تناولها القرآن الكريم بشكل مكثف هو موضوع القتال والجهاد في سبيل الله، وقد تناوله القرآن من جهات عدة. منها. بيان ان الحاجة للقتال حاجة فطرية وذلك في آيتين من آياته الكريمة.

أحدهما: قوله تعالى: ((وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ)) سورة البقرة :190

فأن من الأسباب الفطرية التي يجدها بنو البشر سبباً كافياً لمواجهة خصمهم والدخول معه في قتالٍ، هو ما إذا اعتدى عليهم المقابل وبادر الى انتهاك حرماتهم، فأن أي انسان مهما اختلف دينه او عرفه او لغته او بلده سيجد في نفسه (وبفطرته) مبرراً وحافزاً كافياً للدخول في قتال مع هذا المعتدي، والمبرر لذلك فطرياً هما آمران.

  • ان الرد على المعتدي فيه حفظ لكرامة المعتدى عليه وحفظ لشخصيته ومقدساته.

  • ان الراد على المعتدي سيوقف تماديه واعتداءه. فأن السكوت عنه سيؤدي بالمعتدي الى التمادي والتطاول أكثر فأكثر. وقد وظفت الآية القرآنية هذا الشعور الفطري في حث المؤمنين على الجهاد، لان القرآن دين الفطرة، فقال عز وجل: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ) فبينت ان الامر بالقتال ناشئ من الحاجة الفطرية اليه وهي مقاتلة من يقاتلونكم،وان عدونا اليوم “داعش” قد ارتكب كل أصناف الاعتداء فلم يسلم منه الا نفس ولا المقدسات ولا الأموال، ولولا تلبيتكم لنداء الجهاد الذي أعلنته المرجعية العليا في النجف الاشرف بكل شجاعة، وأنتم امتثلتم بكل تفاني لامتدت يد داعش العدوانية الى كثير من الأبرياء والمقدسات ولكان دفع الثمن باهضاً. ولازلتم تسطرون أروع صور التضحية والتفاني والانتصارات العديدة وقد استرددتم الأرض المغتصبة. فأنتم بعين الله وهو شاكر لسعيكم.ثانيهما: قوله تعالى: ((ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدُنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيرا)) سورة النساء: 75أما دفاعه عن المقدسات فلأن الانسان يجد من نفسه ان المقدسات تمثل له رمزاً ومبداً وتاريخاً وشخصية ً. لذا هي مقدسةٌ عنده. وقداستها تقتضي ان لا يسمح بمساسها والاعتداء عليها. فأن في ذلك هتك لقدسيتها. ولا شك ان من أعظم مقدسات الانسان هو خالقه العظيم. وقد اعتدى “داعش” على خالق هذا الكون ورب هذا الدين الحنيف حينما أصبح يقتل باسم الله والإسلام ويسبي ويهتك ويسرق ويحرق. وان انتهاكهم لهذا المقدس العظيم يجعل من قتالهم والخروج لجهادهم حاجةً فطريةً ماسةً تدفع نحوها الفطرة كيف واعتداهم لم يقتصر على انتهاك حرمات الله باسم الله والإسلام وانما تعدى الى الاعتداء على مقدسات المسلمين فلم تسلم منهم مساجد والحسينيات بل وهدفهم الأول هو تهديم اضرحة اهل البيت (ع) الذين يعدون الرموز الأولى لأغلبية الشعب العراقي.

  1. اما دفاع الانسان عن المستضعفين فلأن الاعتداء على المستضعف ظلم صريح لا تقر عليه الفطرة الإنسانية. وان الظلم لابد من ردعه والوقوف بوجهه بكل ما يقتضي الحد منه ولو بالقتال. فالقتال حاجة ضرورية تدعو اليها فطرة الانسان لمنع الظلم والاضطهاد. وقد رأينا من (داعش) كيف اعتدوا على المستضعفين في مجزرة سبايكر حيث اقتادوا شباناً في ربيع شبابهم لا يحملون الا ملابسهم وقتلوهم شر قتله وبصورة متعددة تكشف عن تمثيلهم بالمستضعفين واستهتارهم بدمائهم وجثثهم.

  2. إن فطرة الانسان وحميته تدفعه نحو الدفاع عن آمرين غاية الأهمية في حياته وهما المقدسات والمظلومين خصوصاً ممن هو مستضعف بحسب قواه من بني البشر وبجميع اصنافهم رجالاً ونساء واطفالاً.

  3.  

  4. ثم بينتْ الآية الكريمة مبدأً مهماً من المبادئ القتال الإسلامية. وهو مبدأ رفض الاعتداء فأن قتال المعتدي يجب ان لا ينتهي بنا نحن المقاتلون الى الاعتداء على الاخرين في أنفسهم وأموالهم، فأن في ذلك نقض للغرض اذ القتال شرع لرد الاعتداء، فكيف يصح ان ينتهي باعتداء ؟! فأن الجهاد (عبادة يُقصد بها وجه الله تعالى دون الاستيلاء على أموال الناس وأعراضهم فإنما هو في الإسلام دفاع يحفظ به حق الإنسانية المشروعة عند الفطرة السليمة) تفسير الميزان: 2/61

  5. وهذا والمبرران يجعلان من الدخول معه حاجة ماسة وتدفع نحوها الفطرة الإنسانية والا فالتراخي عن القتال وترك المعتدي في غييه واعتداءه سيؤدي الى اذلال المعتدى عليه وتمادي المعتدي في الاعتداء، وكلاهما ترفضهما الفطرة الإنسانية.

نعم. أخوتي المجاهدين ان قتال “داعش” امتثالاً لإمر المرجعية هو قتال من اجل المقدسات ومن اجل المستضعفين. ذلك القتال الذي تدعو نحوه فطرة الانسان واكدته الآيةُ الكريمةُ: ((مالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان)).

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *