يتمتّع المجاهدون في سبيل الله بمنزلة فريدة، ودرجة عالية، تُميّزهم عن سائر المؤمنين، كما بيّنت الآيات والروايات ذلك المقام الرفيع والأجر العظيم؛ فلقد عظّم القرآن المجيد شأن المجاهدين بوصفه إياهم بصفة: “المؤمنون الحقيقيون” وهو ما يشير إلى رفعة مقامهم عند الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾، وذكرهم سبحانه وتعالى بمحكم كتابه المبين (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ)، هذه منزلتهم عنده سبحانه تعالى، وعلى نفس النهج والسياق كانت منزلتهم عند رسوله صلى الله عليه واله وسلم، وعند خليفته من بعده الامام امير المؤمنين واولاده المعصومين سلام الله عليهم أجمعين، ومن يمثلهم في غياب صاحب الامر والزمان عجل الله فرجه الشريف المتمثلة بالمرجعية الدينية العليا الحقة التي خاطبت المجاهدين بقولها السديد (وكونوا أشدّاء فوق ما تجدونه من أعدائكم فإنكم أولى بالحق منهم ، وإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون، اللهم إلا رجاءً مدخولاً وأماني كاذبة واوهاماً زائفة كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً ،حجبتهم الشبهات بظلمـائها وعميت بصائرهم بأوهامها..)، الى ذلك تجد ابناء حوزة امير المؤمنين عليه السلام في لجنة الارشاد والتعبئة للدفاع عن عراق المقدسات في مقدمة الصفوف المقاتلة للعدو الداعشي الذي استباح الأرض والعرض والمقدسات، وفي مقدمة المضحين والمدافعين والمُتترِّسين بصد الأذى بصدورهم ليصونوا العرض والحرمات..
صور لمبلغي اللجنة في العتبة العلوية المقدسة تتحدث عن كل المعاني أنفة الذكر ولا تحتاج إلا للتبحر بها ، لكي يعرف المخلصون والمنصفون على حد سواء من هم صادقوا القول والفعل ومن هم الذين يحبون الله ويحبهم الله وكانوا مصداق قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾.
